روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم...

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم...


  عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم...
     عدد مرات المشاهدة: 3039        عدد مرات الإرسال: 0

¤ نشأ على الحزم والجد، وتتلمذ على جمع غفير من أهل العلم:

أبو عبدالرحمن عبدالسلام بن برجس بن ناصر آل عبدالكريم، ولد سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة بمدينة الرياض.

نشأ في بيت ديانة، وصلاح، وتميز منذ صغره بالذكاء، والحزم، والجد، والإجتهاد، فحفظ القرآن.

تلقى تعليمه بمدينة الرياض، فبعد المرحلة الابتدائية التحق بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم التحق بكلية الشريعة من الجامعة نفسها، فتخرج منها عام عشر وأربعمائة وألف للهجرة. ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء، وحصل فيه على درجة الماجستير، ثم حصل بعدها على شهادة الدكتوراه، عين مدرساً في المعهد العلمي بالقويعية، وقاضياً بوزارة العدل.

تتلمذ على جمع غفير من أهل العلم، من أبرزهم: الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبدالله بن جبرين، والشيخ عبدالله الدويش، والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، رحمهم الله.

توفي رحمه الله مساء يوم الجمعة الثاني عشر من صفر سنة خمس وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة 1425 هـ، وكان عمره حين وفاته ثمان وثلاثين سنة.

= موقفه من المبتدعة:

له رحمه الله رسالة وافية وفية، حوت درراً من الفوائد السّنيّة أسماها: ضرورة الإهتمام بالسنن النبويّة، حرص رحمه الله أن يجلي فيها معنى السنة وبيان أهميتها وفضل متبعها.

ـ قال رحمه الله في مقدمتها: فإن أحق ما إعتنى به المسلم، وأولى ما صرف فيه أوقاته: العمل الدؤوب على إقتفاء آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وتجسيدها في حياته اليومية، ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً، ذلك بأن غاية المؤمن تحصيل الهداية الموصلة إلى دار السعادة، وقد قال تعالى: {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}  [الأعراف:158]، وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]. وهذه الآية كما قال ابن كثير: أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، في أقواله، وأفعاله، وأحواله.

وهذه الأسوة إنما يسلكها ويوفق لها من كان يرجو الله واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف الله، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثّه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم. وشرف المؤمن ومنزلته إنما تقاس بإتباعه، فكلما كان تحرّيه للسنة أكثر كان بالدرجات العلى أحقّ وأجدر.

ولذا كان العلماء السابقون من السلف الصالح يجعلون معيار من يؤخذ عنه العلم -وهو أشرف مأخوذ- تمسّكه بالسنة، كما قال إبراهيم النخعي رحمه الله: كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته، وإلى سنته، وإلى هيئته، ثم يأخذون عنه، وقال أبو العالية: كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى: فإن أحسنها جلسنا إليه، وقلنا: هو لغيرها أحسن، وإن أساءها قمنا عنه، وقلنا: هو لغيرها أسوأ).

وقال: فلو أن كل فرد من أبناء هذه الأمة نشأ وبين عينيه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأخذ منها آدابه وأخلاقه، وحركته وسكونه ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً، لنشأ جيل إيمانه كالجبال، يقذف الرعب في قلوب أعدائنا على مسيرة شهر، وينهض بالأمة إلى أعلى ما تصبو إليه من السعادة والسيادة {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]، هذا وللالتزام بالسنة ثمار وفوائد لا تحصى.

وله أيضاً من الآثار السلفية:

1- المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم إعتقاده.

2- بيان المشروع والممنوع من التوسل.

= موقفه من المشركين:

له رسالة -القول المبين في حكم الاستهزاء بالدين- قال فيها:

وبعد: فإن هناك ظاهرة من الظواهر الدخيلة على بلاد المسلمين، سارت مسير الريح، وإنتشرت إنتشار الشمس، فلم تعد بلدة إسلامية إلا جثمت عليها، ولا دار مسلم إلا دخلت فيه. وهي ظاهرة لا تبشّر بخير أبداً، بل هي منذرة بسيل عذاب من الله جلّ وعلا قد إنعقد غمامه، ومؤذنة بليل بلاء قد ادلهمّ ظلامه، ما عُهد أنها حلّت في مجتمع إلا أبادته وقضت عليه، فارتفعت عنه الخيرات، ونزلت عليه المصائب والنكبات...

أتدرون ما هذه الظاهرة الموبوءة؟ إنها السخرية والإستهزاء بالمؤمنين، الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا، فأتوا بما يحبّه الله ويرضاه، وإجتنبوا ما يكرهه ويمقته، حقاً إنها ظاهرة قذرة، حَرِيّة بكل وصف سيء مشين، وذلك لأنها تأتي إلى أصول الدين، وقواعده فتنقضها، وإلى أركانه ومبانيه فتهدمها، وأيّ شيء من الدين يبقى بعد السخرية بأتباعه لا لشيء، ولكن لأنهم آمنوا بالله، واتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم في كل ما يأتون ويذرون؟ {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ*الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج:8-9].

والمستقرئ للتاريخ الإسلامي، يعلم أن هذه الظاهرة الخبيثة، لم تنتشر في زمن، كإنتشارها في زمننا هذا، وذلك لعدّة أسباب، منها:

ـ إبتعاد المسلمين عن تعاليم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ـ إحياء المستعمرين الصليبيّين هذه الظاهرة، ليتمكّنوا من الاستيلاء على البلاد الإسلامية بسهولة ويسر.

ـ تسخير جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لبثّ هذه الظاهرة، خدمة لأغراض اليهود وأذنابهم.

ـ دخول أجسام غريبة بين صفوف المسلمين، باسم الإسلام والعلم، تعمل على تشويه صورة الإسلام، وإظهار المسلمين بمظهر السوء.

وكلّ هذه الأسباب حقائق واضحة، لا يرتاب فيها مؤمن، وسيأتي تدعيم ذلك بالأدلّة الجليّة إن شاء الله تعالى.

ـ وقال في آخرها ناظماً بعد أبيات طويلة:

يا ساخرون من الدعاة سـمعتُمُ *** حكماً غليظاً جاء من بارِينا

فإن انتهيتم فالسعادةُ خلفَكم *** وإن استبحتم فالشقاء قرينا

أو ما علمتم أن باعث عزنا *** ذاك الكتاب وسنة تـهدينا

فبها أقمنا للحضارة معلماً *** وبها فتحنا فارساً والصينا

وبها نشرنا العلم في أرجائها *** حتى تعالى كالجبال رصِينا

واليومَ لـمّا للكتاب نبذتُمُ *** صار الهوان مخيِّماً كاسِينا

هذا هو السّرّ الوحيد لنقصكم *** وكمالِ سادة قومنا الـماضينا

المصدر: موقع دعوة الانبياء.